16.9 C
Algiers
18 أبريل 2024
spot_img

برينتفورد و” الداتا ” … ولأن استخدام نفس السلاح سيخسرك المعركة

الآداء الذي يقدمه نادٍ غاب عن أجواء البريميرليغ لـ 70 سنة مضت ، يجعلنا كمتابعين وبطبعنا كبشر نبحث عن أسرار ما يحدث ، كيف وصل هذا النادي إلى هنا وكيف يبهرنا بعد كل مباراة يسيل فيها العرق البارد لأندية التوب 6 ، وكما كانت التوقعات ، كل ما نراه ليس محل صدفة، بل عمل وعلم سنوات جعلت ناديًا قارب الإفلاس على فترات من حياته ، يقدم لنا كرة قدم تروق الأعين.

بعد مغادرته أجواء البريميرليغ عام 1947 ، فشلت محاولات العودة مرارًا وتكرارًا وصولاً الى عام 2008 ، أين ازدادت الامور سوءًا بعد السقوط الى الدوري الوطني ( الدرجة الخامسة الانجليزية ) ، ووصلت المأساة بأنصار النادي الى وضع صندوق كبير على واجهة الملعب بغية جمع الأموال حُبًا وأملاً في الإبقاء على وجود ناديهم ..

الأمر لم يكن كافيا ، الاحوال المالية المتدهورة جعلت النادي يقارب من الافلاس عام 2012 ، نادٍ كبرينتفورد بعراقته و جماهيره الواقفة لا يجد اموالا تكفيه ، وهنا ظهر الملاك الذي سيغير الأمور ، رجل اعمال معروف يدعى ” ماتيو بن هام ” ينقذ النادي من الافلاس ، ثم يعين على رأس مجلس الادارة ، التعيين الذي لم يكن أشد المتفائلين يأمل أن يعيد شباب النادي ويخلصه من الهرم.

خمس سنوات بعدها ، عادت بعض المشاكل المالية، ما جعل ” بن هام ” يقوم بقرار مثير للجدل تمثل في غلق اكاديمية النادي ، العائق المالي لم يكن السبب الوحيد، شبان لم يصلوا للكفاءة التي تسمح لهم بتمثيل الفريق الأول ، و أبرز المواهب كانت تخطف مجانا بوصولها لسن الـ 17 كحد اقصى ، وعقب ذلك ، تم رفع أموال الاكاديمية لخزينة الفريق الاول ، مع انشاء فريق رديف يضم ابرز اللاعبين الصاعدين.

وفي السنوات الخمس التي سبقت عام 2021، جمع برينتفورد ما يقارب 120 مليون جنيه استرليني ، هذا المبلغ قد يبدو بسيطا لاندية الصف الاول لكنه كبير جدا بالنسبة لاندية الاقسام الاخرى ، كل هذا استُثمر في لاعبين استقدمهم النادي بمبالغ قليلة ، ليبعيهم بأضعاف أضعافها ، جلب النادي بن رحمة و واتكينز بمبلغ يقارب 6 مليون باوند ، ليبيعهم بمبلغ 76 مليون باوند مجموعين ، موباي هو الآخر تم جلبه مقابل 2 مليون اورو ، ليبيعه النادي بمبلغ 22 مليون اورو، والأمثلة عديدة …

أما بخصوص سياسة النادي، يعتبر رئيس برينتفورد ماثيو بن هام خريج مدرسة اوكسفورد، أحد افضل مدارس العالم ، ذكاء هذا الفيزيائي جسّده في مشروع ناديه ، حيث اصبحت سياسة النادي تعتمد على ” علم البيانات ” او ما يسمى بالـ ” داتا ” ، مثلما أوضحه كريسموس المدير الرياضي للنادي برينتفورد قائلاً : ” استخدام نفس سلاحهم او طريقة تفكيرهم بكل تأكيد سيخسرنا المعركة ، لذلك قررنا التفكير عن طريق عقولنا و اسلوبنا الخاص ، ما أدى الى نجاحنا “.

ماتيو بين هام مالك برينتفورد

الأمر يتجلى في جلب لاعبين ” مدفونين ” إن صحّ التعبير ، بفضل وضع النادي لكشافة في كل الاقسام ، وخاصة السفلى ، يتم انتقاؤهم على أساس أرقامهم و إحصائياتهم ، ولتبسيط الفهم سنعطي مثالا : مهاجم ( أ ) يسجل 130 هدفا من أصل 300 فرصة متاحة ، فيما يسجل مهاجم ( ب ) 90 هدف من اصل 175 فرصة متاحة ، ادارة برينتفورد ستختار اللاعب ( ب ) حتى و لو كان يلعب بالدرجة الثالثة فيما يلعب اللاعب ( أ ) في درجة أعلى أو نادٍ أفضل.

سياسة بن هام المبنية على علم البيانات و الاحصائيات مأخوذة أساسا من لعبة ” البايسبول ” ، انعكست إيجابًا على آداء الفريق ، هذا ما أكدته لنا المنظومة منذ الصعود إلى الأضواء ،ما أكدته لنا الآداء الجبار في وجه كبار قوم انجلترا ، عسى أن ينال الفريق قسطًا من الاستمرارية والنفس الطويل في الدوري لتسلقه والوصول إلى حلم المشاركة الأوروبية.

ساسي مصطفى
ساسي مصطفى
ساسي مصطفى كاتب ومحلل رياضي، مراسل صحفي بموقع Maracana Foot.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

ابق على اتصال

6,096,313FansLike
337,757FollowersFollow
1,894FollowersFollow
- Advertisement -spot_img

Latest Articles

error: Content is protected !!